ماءً فرجعت إلى رسول الله ( ص ) فأخبرته ، فأرسل إلى إمرأته فسألها ، فأخبرته انه خرج وهو جنب .
فقال رسول الله (ص) : لذلك غسلته الملائكة .
وحنظلة هذا ، هو الوحيد الذي لم يمثِّل به المشركون ، لأن أباه نهاهم عن ذلك ، وقال : يا معشر قريش ؛ حنظلة لا يمثل به ، وان كان خالفني وخالفكم . (١)
السَمداءُ بنتُ قيس
وهي إحدى نساء بني دينار ، قتل ولداها بأحد مع النبي ، وهما : النعمان بن عبد عمرو ، وسليم بن الحارث ، فلما نُعيا إليها ، قالت : ما فعل رسول الله ( ص ) ؟ قالوا : بخير هو بحمد الله صالح على ما تحبين . فقالت : أرونيه ، أنظر اليه ! فأشاروا لها إليه ، فقالت :
كل مصيبةٍ بعدك جَلَلٌ ـ يا رسول الله ـ .
وخرجت تسوق بابنيها بعيراً ، تردهما إلى المدينة ، فلقيتها عائشة ، فقالت لها : ما وراءك ؟ فأخبرتها . قالت : فمن هؤلاء معك ؟
قالت : إبناي ـ حِلْ ! حِلْ !! (٢) ـ تحملهما الى القبر (٣) .
صفية بنت عبد المطلب
وقد ذكرنا عنها شيئاً حين وقوفها على مصرع أخيها الحمزة .
ولها
موقف بطولي آخر يوم أحد ، حيث قتلت رجلاً يهودياً في حين
____________________
(١) : راجع شرح النهج ١٤ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ .
(٢) : حِلْ حِلْ : زجر البعير ، وهو دليل على عدم مبالاتها بمقتل ولديها لأنها مطمئنةً أن مصيرهما إلى الجنة .
(٣) : شرح النهج ١٥ / ٣٧ .