جبن أحد الرجال المسلمين عن قتله . فهي تحدثنا بذلك فتقول :
لقد صعدنا يوم أحُد على الآطام ـ رؤوس التلال ـ وكان معنا حسان بن ثابت وكان من أجبن الناس ! ونحن في فارع ، فجاء نفر من يهود يرومون الأطم ، فقلت : دونك يا بن الفُرَيعَة ـ تعني حسانا ـ فقال : لا والله لا أستطيع القتال ، ويصعد يهودي إلى الأطم فقلت : شدَّ على يدي السيف ، ففعل فضربت عنق اليهودي ورميت برأسه إليهم ، فلما رأوه إنكشفوا ! (١)
مخيرق
قال الواقدي : وكان مخيرق اليهودي من أحبار اليهود فقال يوم السبت ـ ورسول الله ( ص ) في احد ـ يا معشر يهود ، والله إنكم لتعلمون أن محمداً نبي ، وأن نصره عليكم حق .
فقالوا : ويحك ! اليوم يوم السبت ، فقال : لا سبْت ، ثم أخذ سلاحه وحضر مع النبي ( ص ) فأصيب ، فقال رسول الله ( ص ) : مخيرق خير يهود .
وكان مخيرق قال حين خرج إلى أُحد : إن أصبتُ ، فأموالي لمحمّد يضعها حيث أراه الله فيه (٢) .
نسيبة بنت كعب
وتكنى أم عمارة ، وهي من اللواتي شهدن أحداً مع رسول الله وأبلين بلاءً حسناً .
وكانت
هذه المرأة البطلة قد خرجت في أول النهار ومعها شن تريد أن تسقي الجرحى ، فقاتلت يومئذٍ وأبلت بلاءً حسناً ، وجُرحت اثني عشر جرحاً
____________________
(١) : المصدر السابق ١٥ / ١٥ و ١٦ .
(٢) : نفس المصدر ١٤ / ٢٦٠ .