فقال له جويبر : يا رسول الله ؛ بأبي أنت وأمي ، من يرغب فيّ ؟! فوالله ما من حسب ولا نسب ، ولا مال ، ولا جمال ، فأيّة إمرأة ترغب فيّ ؟
فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا جويبر ، إن الله قد وضع بالإِسلام من كان في الجاهلية شريفاً ، وأعز بالإِسلام من كان في الجاهلية ذليلاً ، وأذهب بالإِسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها ، وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم ، وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من آدم ، وان آدم خلقه الله من طين ، وان أحب الناس إلى الله ، اطوعهم له وأتقاهم ، وما أعلم ـ يا جويبر ـ لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً ؟ إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع .
ثم قال له : إنطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه أشرف بني بياضة حسباً فيهم ، فقل له : إني رسول رسولِ الله إليك ، وهو يقول لك : زوج جويبراً بنتك الدلفاء . (١) الحديث ، فزوجه إياها .
ومرة ثانية يأتي رجل من الأنصار إلى النبي صلّى الله عليه وآله فيقول له :
يا رسول الله ، عندي مهيرة العرب ، وأنا أحب أن تقبلها ، وهي ابنتي .
قال : فقال صلّى الله عليه وآله : قد قبلتها .
قال : وأخرى ، يا رسول الله ، قال : وما هي ؟ قال : لم يضرب عليها صدع قَطْ !
قال
صلّى الله عليه وآله : لا حاجة لي فيها ، ولكن زوجها من « جلبيب » ! قال : فسقط رجلا الرجل مما دخله ـ أي اسقط ما في يديه لشدة
____________________
(١) : الوسائل ١٤ / ب ٢٥ ح ١ ص ٤٣ ـ ٤٤