الصدمة لأن جلبيب هذا كان قصيراً دميماً . ـ ثم أتى أمها فأخبرها الخبر ، فدخلها مثل ما دخله * فسمعت الجارية مقالته ورأت ما دخل أباها ( وأمها ) فقالت لهما : ارضيا لي ما رضي الله ورسوله .
قال : فتسلىٰ ذلك عنهما ، وأتى أبوها النبيَّ صلّى الله عليه وآله وأخبره الخبر . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : قد جعلت مهرها الجنة . (١)
____________________
* : وقال في الإِستيعاب : وكانت فيه دمامة وقصر ، فكأن الأنصاري وامرأته كرها ذلك ، فسمعت ابنتهما بما أراد رسول الله ( ص ) من ذلك ، فتَلَتْ قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) وقالت : رضيتُ وسلّمتُ لما يرضى لي به رسول الله ( ص ) ، فدعا لها رسول الله ( ص ) : اللهم أصبب عليها الخير صبّاً ولا تجعل عيشها نكدا . ثم قتل عنها جلبيبها فلم يكن في الأنصار أيمٌ انفق منها . ( الإستيعاب ١ / ٢٥٦ ) وفي الوسائل : فمات عنها جلبيب ، فبلغ مهرها بعده مائة ألف درهم ( تتمة زيادة الحديث ) .
ومن حديث أنس بن مالك ، عن جلبيب : قال : فعرض عليه رسول الله ( ص ) التزويج . فقال : إذن تجدني ـ يا رسول الله ـ كاسداً ! فقال ( ص ) : انك عند الله لست بكاسد .
وفي حديث عن ابي برزة الأسلمي : ان رسول الله كان في مغزاه ، فأفاء الله عليه ، فقال لأصحابه : هل تفقدون أحداً ؟ قالوا : نعم ، فلاناً وفلاناً ، ثم قال : هل تفقدون أحداً ؟ قالوا : لا ! قال : لكني أفقد جلبيباً ، فاطلبوه . قال فوجدوه الى جنب سبعة قد قتلهم ، ثم قُتِل ، فأتاه النبي ( ص ) فوقف عليه وقال : قَتَل سبعة ثم قُتِل ، هذا مني وأنا منه . . ثم احتمله النبي على ساعديه ، ما له سريرٌ غير ساعدي رسول الله ( ص ) ثم حفروا له ، فوضعه في قبره ( الإِستيعاب ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ )
(١) : الوسائل ١٤ ب ٥ من ابواب النكاح ح ٢ ص ٤٤ ـ ٤٥ .