عثمان فجئت ، فجلست الى المقداد بن عمرو فسمعته يقول : والله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت ! ـ وكان عبد الرحمن بن عوف جالساً ـ فقال : وما أنت وذاك يا مقداد ؟!
قال المقداد : والله إني أحبهم لحب رسول الله صلّى الله عليه وآله واني لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله ثم انتزاعهم من أهله !
قال عبد الرحمن : أما والله ، لقد أجهدتُ نفسي لكم .
قال المقداد : أما والله لقد تركت رجلاً من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون ؛ أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم ببدرٍ وأُحد !!
فقال عبد الرحمن : ثكلتك أُمك ! لا يسمعن هذا الكلام الناسُ ؛ فإني أخاف أن تكون صاحب فتنةٍ وفرقةٍ .
قال : المقداد : إن من دعا إلى الحق وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب فتنةٍ ، ولكن من أقحم الناس في الباطل وآثر الهوى على الحق ، فذلك صاحب الفتنة والفرقة ! ـ يعرّض بعبد الرحمن ـ
قال : فتربّدَ وجه عبد الرحمن ، ثم قال : لو أعلم أنك إياي تعني ، لكان لي ولك شأن ! .
قال : المقداد إياي تهدد ، يا بن أم عبد الرحمن ؟ ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف .
____________________
= فضائل علي عليه السلام ، يقول « فكنت أذكر فضل علي فلا أعدم رجلاً يقول لي ما اكره ، وأحسن ما أسمعه قول من يقول : دع عنك هذا وخذ ما ينفعك ؟ فأقول : إن هذا مما ينفعني وينفعك ؟ فيقوم عني ويدعني الخ . . راجع النهج ٩ / ٥٨ .