قال جندب : فاتبعته ، وقلت له : يا عبد الله ، أنا من أعوانك !
فقال : رحمك الله ؛ إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة ! . . (١)
هذه هي بعض مواقف المقداد ، وتلك هي آراؤه !! انها لا تدع مجالاً للشك في أنه كان أحد المبرزين الذين لم يكونوا شيعة فقط ، بل نهضوا بالدعوة الى التشيع أو بالدعوة لعليّ ( عليه السلام ) ـ ما شئت فعبّر ـ على أوسع نطاق وبأصرح عبارة ، ولم تكن مواقفه وآراؤه تلك مرهونةً بعهد معين كما ربما يتصور البعض ، بل كان هذا رأيه في علي منذ وفاة النبي ( ص ) لم يتغير ولم يتبدل قَط . فقد ورد في ذلك قول الشيخ المفيد رحمه الله تعالى :
« فاختلفت الأمة في امامته يوم وفاة النبي ( ص ) فقالت شيعته وهم : بنو هاشم كافة . . وسلمان وعمار . . والمقداد . . (٢) .
وفي تاريخ اليعقوبي : في ذكر الذين مالوا مع علي بن أبي طالب ، عدّ منهم : « المقداد بن عمرو . . » (٣) بل كان أحد الذين أطلق عليهم لفظ شيعة في عهد النبي صلّى الله عليه وآله كما يقول السجستاني وغيره (٤) ولا أرى موجباً للإِطالة في هذا الموضوع لأنه أصبح معروفاً لا يخفى على من « كان له قلب » !
____________________
(١) : شرح النهج ٩ / ٥٦ وما بعدها .
(٢) : الارشاد / ١٠ .
(٣) : اليعقوبي ٢ / ١٢٤ .
(٤) : للتفصيل راجع كتاب ( أبو ذر ) للمؤلف / ٥٤ وما بعدها .