رحماً . كلّم صاحبك أن يجعلني كرحل من أصحابي ، هو والله قاتلي إن لم تفعل .
قال مصعب : إنك كنت تقول في كتاب الله كذا وكذا ، وتقول في نبيّه كذا وكذا .
قال : يا مصعب ؛ فليجعلني كأحد أصحابي إن قتلوا قتلت ، وان منَّ عليهم منَّ علي .
قال مصعب : إنك كنت تعذب أصحابه .
قال : أما والله لو اسرتك قريش ما قتلتَ أبداً وأنا حي .
قال مصعب : والله اني لأراك صادقاً ، ولكن لست مثلك ، قطع الإِسلام العهود .
وأمر النبي صلّى الله عليه وآله علياً أن يضرب عنقه . (١)
كان المقداد يستمع ـ في هذا الحال ـ إلى الحوار الذي جرى بين النضر بن الحارث (٢) ومصعب بن عمير وكأنه ينتظر فرصةً تسمح للصفح والعفو عنه عسى أن يجعل الله في ذلك خيراً ، فلما أمر النبي ( ص ) علياً بضرب عنقه ، صاح المقداد بأعلى صوته :
يا رسول الله ، أسيري ؟! (٢)
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : اللهم اغن المقداد من فضلك . ثم ضرب علي عنقه . (٣)
وبدأ
تقسيم الغنائم ، فكان لكل مسلم سهم ما عدا المقداد ، فكان له
____________________
(١) : شرح النهج ١٤ ـ ١٧١ .
(٢) : يستفادُ هذا المعنى من موقف آخر للمقداد ، كما تقدم في سرية « نخلة » .
(٣) : المصدر السابق .