سهمان سهم له ، وسهم لفرسه « سبحة » * وكان يتفاخر بذلك ويقول :
« ضرب لي رسول الله ( ص ) يومئذٍ بسهم ، ولفرسي بسهم ! وقائل يقول : ضرب رسول الله يومئذٍ للفرس بسهمين ، ولصاحبه بسهم » (١) .
____________________
* : سبحة : أول فرس لأول فارس في الإِسلام ، « فعن القاسم بن عبد الرحمن قال : أول من عدا به فرسه في سبيل الله ، المقداد بن الأسود . وعن علي ( ع ) ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو ـ الطبقات الكبرى ٣ ـ ١٦٢ وكانت في فترة ما من التاريخ حديث المجالس في المدينة وفي مكة وفي جوارهما ، وكان المقداد يتفاخر بذكرها وتعداد مآثرها ومن ذلك قوله : « شهدت بدراً على فرسٍ لي يقال لها : سبحة » الإِصابة ٣ ـ ٤٥٤ ـ ٤٥٥ وكان يقول : « شهدت بدر الموعد على فرسي سبحة اركب ظهرها ذاهباً وراجعاً ، فلم يلق كيداً » المغازي ٣٨٧ .
ويحكى : أن عبيد بن ياسر كان « قد أهدى للنبي فرسا ًعتيقاً يقال له : مراوح وقال : يا رسول الله : سابق ، ـ أي هذا سابق غيره ـ فأجرى رسول الله الخيل بتبوك ، فسبق الفرس ، فأخذه رسول الله ( ص ) منه ، فسأله المقداد بن عمرو الفرس . فقال رسول الله : أين سبحة ؟! فقال : يا رسول الله ، عندي ، وقد كبرت . وأنا أظِنُّ بها للمواطن التي شهدتُ عليها ، وقد خلفتها لبعد هذا السفر وشدة الحر عليها ، فأردت أن أحمل هذا الفرس المعرق عليها فتأتي بمهر ! فقال النبي ( ص ) : فذاك ، إذن .
فقبضه المقداد ، فخبر منه صِدقاً ثم حمله على سبحة ، فنتجت له مهراً كان سابقاً ، يقال له : الذيّال . سبق في عهد عمر وعثمان ، فابتاعه منه عثمان بثلاثين ألفا . المغازي ١٠٣٣ .
(١) : المغازي ١٠٢ ـ ١٠٣ .