المشركون يُسوون صفوفهم
أما المشركون فقد استدبروا المدينة واستقبلوا أُحداً ، وصفوا صفوفهم ، فأستعملوا على الميمنة خالد بن الوليد ، وعلى الميسرة عكرمة ابن أبي جهل ، وعلى الخيل صفوان بن أمية ، وعلى الرماة ، عبيد الله بن أبي ربيعة ، وأعطوا اللواء إلى طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار .
وأرسل أبو سفيان إلى الأنصار يقول : خلّوا بيننا وبين ابن عمنا ، فننصرف عنكم ، فلا حاجة بنا إلى قتالكم . فردّ عليه المسلمون بما يكره !
وصاح ابو سفيان يُحرّض بني عبد الدار ويقول : يا بني عبد الدار ، إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم ، فإما أن تكفونا لواءنا ، وإما أن تُخلوا بيننا وبينه نكفيكموه ، فإنا قوم مستميتون موتورون نطلب ثأراً حديث العهد . فغضب بنو عبد الدار وقالوا : نحن نُسلّم لواءنا ؟! لا كان هذا أبداً ، وأغلظوا القول لأبي سفيان .
بدء القتال
ثم أخرج رسول الله ( ص ) سيفاً وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام إليه رجال ، فأمسكه عنهم ، وما زال ( ص ) يردد قوله حتى قام أبو دجانة الأنصاري واسمه ، سماك بن خرشة ، من بني ساعدة ، فقال : وما حقه يا رسول الله ؟
فقال ( ص ) ، حقه أن تضرب به العدو حتى ينحني ! قال : أنا آخذه ـ يا رسول الله ـ ، فأعطاه إياه .
وكان أبو دجانة رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب ، ويعتصب بعصابةٍ له حمراء ، فإذا إعتصب بها عرف الناس أنه عازم على الحرب .