العلم ، ونحن نعلم انا ننظر في شبة المخالفين فلا يتولد لنا الجهل ، ولانه لو كان شيء من النظر يولد الجهل ، لادى الى قبح كل نظر (۱) لان الانسان لا يفرق بين النظر الذي يولد العلم ، والنظر الذي يولد الجهل ، ولا بين الدليل والشبهة .
وانما يعلم كون الدليل دليلا اذا حصل له العلم (۲) بالمدلول . فاما قبل حصوله ، فلا يعلمه دليلا .
وما أدى الى قبح كل
نظر ينبغى أن يحكم بفساده ، لانا نعلم
_________________________
للمحق الناظر في شبهة المبطل ، يجوز أن يكون بناء على عدم اطلاعه على ما فيها من جهة الاستلزام ، أو عدم اعتقاد حقيقة المقدمات ، كما ان نظر المبطل في دليل المحق لا يستلزم العلم لذلك .
(۱) قوله ( ولانه لو كان شيء من النظر يولد الجهل الخ ) قد ظهر بما حررنا به المتنازع فيه ، ان النظر لو كان مولداً للجهل لم يكن ذلك لاعتقاد فاسد ،لا في المادة ، ولا في الصورة ، بل للحركة الذهنية من حيث أنها حركة ذهنية . أي بدون انضمام ما ليس بحركة ذهنية اليه . ومعلوم ان الحركة لو كانت قبيحة بما هي حركة مخصوصة ، ولا نعلم الخصوصية قبل انتهائها كانت كل حركة قبيحة .
(۲) قوله ( اذا حصل له العلم ) أي في زمان حصوله أو بعده .
فان قيل : العلم بالدليل مقدم على العلم بالمدلول زماناً .
قلت : المقدم زماناً هو العلم بذات الدليل لانه قبل الترتيب الذي يتوقف عليه العلم بالمدلول زماناً ، والترتيب قبل العلم بالمطلوب زماناً . وأما وصف كونه دليلا فهو اما بعد العلم بالمطلوب زماناً أو معه .