أن نبين ماهية العقل (۱) ، والعقل هو مجموع علوم اذا حصلت كان الانسان عاقلا (۲) مثل أن يجب أن يعلم المدركات اذا أدركها .
_________________________
للاندراج .
فقولكم : ( ان المتناهي في البلادة قدير تب الخ ) باطل فان كل من يرتب كذلك يعلم المطلوب لانه عاقل ، وكل من لا يعلم لا يقدر أن يرتب كذلك ، لانه غير عاقل . فتفطن الاندراج شرط لوجود النظر أو لازم لوجوده ، لانه شرط لافادته العلم بعد وجوده . وكذا الكلام لو جعل العلم بالضروريات الاولية شرطاً لافادة النظر العلم .
(۱) قوله ( فلا بد أن نبين الخ ) ذلك ليتضح أنه لا يمكن صدور النظر المذكور الا من العاقل .
(۲) قوله ( والعقل هو مجموع علوم اذا حصلت كان الانسان عاقلا ) العقل يطلق بالاشتراك على معان منها : ما هو مناط التكاليف الشرعية والعقلية ويفسر بغريزة يلزمها العلم بالضروريات عند سلامة الالات . وهذا غير مانع ، لان المجنون ليس جهله الا لعدم سلامة الالة .
وأيضاً معرفة الضروري والنظري قبل معرفة العقل مما يتعسر أو يتعذر وقريب منه تفسيره بالوصف الذي يفارق به الانسان ساير البهائم ، أو غريزة يتهيأ بها درك العلوم النظرية ، لانه يرد على الاول الاول ، وعلى الثاني الثاني .
فالاولى
أن يفسر بغريزة يكشف عنها مجموع علوم ذكرها المصنف . و ضابطها العلم بنحو قولنا : الموجود اما قديم أو حادث ، أي بعد التوجه اليه والعلم بنحو قولنا : هذا الثوب أبيض مع ارتفاع اللبس كالبعد المفرط ، و الرمد . والعلم بنحو وجود مكة بعد تواتره اليه . وهذا يستلزم العلم بقسمي