اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ » (۱) الى ما شاكل ذلك من الحقائق .
وأما المجاز (۲) فهو ما افيد به ما لم يوضع له في اللغة ، ومن حقه أن يكون لفظه لا ينتظم معناه ، اما بزيادة ، أو نقصان ، أو بوضعه في غير موضعه ، والمجاز الذي دخلته الزيادة نحو قوله تعالى : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ » لان معناه ليس مثله شيءِ (۳) ، فالكاف زائدة .
_________________________
حرمها الله بناء على أن يكون المراد بالتحريم جعل الشيء ذا حرمة ، نحو ( عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) (٤) أو معناه حرم قتلها بناء على أن يكون المراد بالتحريم الحظر والاستثناء ، على الاول متصل ، وعلى الثاني منقطع .
(۲) قوله ( واما المجاز الخ ) فيدخل في هذا التعريف المجاز العقلي واللغوي المشهور تعريفهما .
(۳) قوله ( لان معناه ليس مثله شيء ) فيه مناقشة لانه انما يقال : ليس مثله شيء في المعروف بشخصه أو بذاته ، ويراد نفي الشريك له في ذاته أو أخص صفاته . وأما ما لم يعرف الا باخص صفاته كصانع شيء بقول كن ، فانما يقال فيه ليس كمثله شيء ، ويراد بـ ( المثل ) أخص صفاته ، ويراد بـ ( الكاف ) الشبيه بما له هذه الصفة للاشعار بأنه غير معروف بشخصه ولا بذاته فليست ( الكاف ) زائدة .
قال ابن هشام (٥) في مغني اللبيب في معاني الكاف [ والخامس التوكيد
_________________________
(١) الانعام : ١٥١ .
(٤) ابراهيم : ٣٧ .
(٥) ابو محمد ، جمال الدين ، عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الانصاري ، الحنبلي تفقه للشافعي ثم تحنبل ولد سنة ( ۷۰۸ هـ ) وتوفى سنة ( ٧٦١ هـ ) .