اختصاراً ومجازاً ونحو قوله تعالى : « إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ » (۱) على تأويل من قال الى ثواب ربها ناظرة ، « وَجَاءَ رَبُّكَ » (۲) لان معناه وجاء أمر ربك وما أشبه ذلك .
والمجاز الثالث نحو قوله تعالى : « وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ » (۳) فنسبة اليه من حيث دعاهم وان كانوا هم ضلوا في الحقيقة ، لا انه فعل فيهم الضلال . ويجب حمل الحقيقة على ظاهرها ، ولا يتوقع في ذلك دليل يدل على ذلك ، والمجاز لا يجوز حمله عليه الا ان يدل دليل على كونه مجازاً .
والحقيقة اذا عقل
فائدتها (٤) ، فيجب حملها على ما عقل من
_________________________
الطعام الذي يمتاره الانسان ، ويجلبه من بلد الى بلد .
(٤) قوله ( والحقيقة اذا عقل فائدتها ) المراد بالفائدة مجموع الوصف المعتبر في استعمال أهل اللغة له لا مجموع ما وضع له ، سواء كان وصفاً أو ذاتاً ، والا فلا معنى لاستثناء نحو الخل ، والبلق وانما ذكر الفائدة مع انه لو ذكر مجموع ما وضع له لما احتاج الى الاستثناء المذكور تلميحاً الى أن خصوصية الذات غير معتبرة في اكثر الالفاظ وهي المشقات وما يجري مجراها .
والاظهر ان العدول ، لان هذا لا يتحقق في المجاز ، انما المتحقق فيه الفائدة . مثلا ما استعمل فيه الاسد مجازاً الرجل الشجاع ، وفائدته هي كون
_________________________
(۱) القيامة : ٢٣ .
(۲) الفجر : ۲۲ .
(۳) طه : ۸٥ .