لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ » (۱) والمراد بذلك أو والاشبه في ذلك أن يكون مجازاً لانه لا يطرد في كل موضع (۲) .
ومنها ( الفاء ) ومعناها الترتيب (۳) والتعقيب نحو قول القائل : رأيت زيداً فعمرواً ، فانه يفيدان رؤيته له عقيب رؤيته لزيد مع انه بعده .
ولذلك ادخل الفاء في
جواب الشرط (٤) لما كان من حق
_________________________
(۲) قوله ( لا يطرد في كل موضع ) أي مع العلم بأنها انما استعملت في الايتين في معنى ، أو بدون اعتبار خصوصية يوجد فيهما دون غيرهما مما لم يستعمل فيه ، لعدم السماع من أهل اللغة ، كما مر تحقيقه في هذا الفصل عند قوله ( والحقيقة اذا عقل فائدتها الخ ) وتبادر الغير أيضا علامة كونها مجازاً في ( أو ) .
(۳) قوله ( ومعناها الترتيب ) أي افادة كون المعطوف بالفاء بعد المعطوف عليه بها ، وهو على قسمين :
الاول : الزماني ، نحو شرب مريضي الدواء فصح .
الثاني : الذكرى ، وهو في شيء من حقه أن يذكر بعد شيء آخر باعتبار ككونه مدلولا له ، نحو ( وجد زيد فاوجد ) وككونه تفصيلا له نحو ، ( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ ) (٥) فقال : وككونه فرعاً عليه نحو ( حرك اليد فتحرك المفتاح ) .
(٤) قوله ( ولذلك ادخل الفاء في جواب الشرط ) لا تدخل الفاء في جواب
_________________________
(۱) النساء : ٣ .
(٥) هود : ٤٥ .