وقلنا (۱) : ان قوله تعالى : « إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ » (۲) ان ظاهر الكلام يقتضى كون المكون عقيب ( كن ) لموضع الفاءِ . وهذا يوجب ان ( كن ) محدثة ، لان ما تقدم المحدث بوقت واحد لا يكون قديماً ، وذلك يدل على حدوث الكلام بالضد مما يتعلقون به (۳) .
وذهب المرتضى الى
أنها تفيد الترتيب ، وخالف في أنها تفيد التعقيب من غير تراخ ، بل قال : ذلك موقوف على الدليل (٤)
، ويجب
_________________________
(۱) قوله ( وقلنا ) عطف على ( أدخل ) والفاء في ( فيكون ) ليس داخلا على الجزاء بل هي على قرائة النصب للعطف على ( نقول ) وعلى قرائة الرفع للعطف على جملة ( انما قلنا ) بتقدير فهو يكون وعلى التقديرين ( الفاء ) للتعقيب الذكري الذي لا ينافي أن لا يكون بين المعطوف والمعطوف عليه تقدم وتأخر أصلا ، لا زماناً ولا ذاتاً . فلا ينافي ما مر في الحاشية الاولى في ذيل الجواب عن الشك الرابع ، من عدم تقدم الايجاد على الوجود ، لا زماناً ولا ذاتاً .
(۳) قوله ( بالضد مما يتعلقون به ) الظاهر ان الاشاعرة تعلقوا به في أن كلامه تعالى قديم ، لان قوله ( كن ) حين الارادة وهي قديمة بزعمهم ، أو لان الكلام لو كان حادثاً لكان شيئاً مراداً مسبوقاً يقول ( كن ) ، ويلزم الدور أو التسلسل . وفي هذا الكلام اشارة الى أن ما ذكر ليس استدلالا مستقلا على حدوث الكلام ، بل هو نقض اجمالي لتعلقهم به ، فلا يرد ان لا كلام هنا حقيقة ، بل هو استعارة تمثيلية لنفوذ ارادته تعالى .
(٤) قوله ( موقوف على الدليل ) لانها موضوعة للقدر المشترك بين التعقيب
_________________________
(٢) النحل : ٤٠ .