عند الاخبار متولداً ، لوجب ان يتولد عن خبر آخر المخبرين (۱) لان العلم عند ذلك يحصل ، فلو كان كذلك ، لوجب أن يكون لو اخبرنا (۲) ابتداءاً ، أن يحصل لنا العلم بخبره . لان خبره هو الموجب للعلم وكان يجب اذا أخبرنا عما يعلم باستدلال أيضاً ، أن يحصل لنا العلم به .
كما يحصل لنا العلم بما يعلم ضرورة ، لان خبره هو الموجب واختلاف حاله في كونه عالما ضرورة واستدلالا ، لا يؤثر في ذلك . فاذا بطل ذلك ، ثبت ما قلناه .
فان قيل : اذا جوزتم حصول هذا العلم ضرورة فما شرائطه (۳) وهل هي التي راعاها البصريون أم لا ؟
قيل : الشرائط التي
اعتبروها نحن نعتبرها ، ونعتبر شرطاً
_________________________
(۱) قوله ( لوجب ان يتولد عن خبر آخر المخبرين ) لانه لو تولد من المجموع ، لكان فاعله مجموع المخبرين ، وهو باطل . لانه لو أخبر المخبر الاول ومات ، ثم أخبر الباقون يحصل العلم مع أن الفاعل يجب وجوده في زمان حدوث الاثر بالاتفاق .
(۲) قوله ( لوجب أن يكون لو أخبرنا الخ ) هذا مبني على ما ذهبوا اليه ، من أن شخص الفعل المولد ـ بالكسر لو وجد ، وجد الفعل المولد ـ بالفتح ـ من غير توقف على شرط منتظر ، أو معد خارج عن مشخصات المولد ـ بالكسر ـ .
(۳) قوله ( فما شرائطه ) أي على تقدير كونه ضرورياً ، واما على تقدير كونه نظرياً ، فشرائطه بعينها شرائط ما قطع على نظريته كما سيجيء .