وآله سوى القرآن (۱) كحنين الجذع ، وانشقاق القمر ، وتسبيح الحصى وغير ذلك ؟
وأي فرق أيضاً بين أخبار البلدان ، وبين خبر النص الجلي الذي يتفرد بنقله الامامية ؟ وألا أجزتم أن يكون العلم بذلك كله ضرورياً كما أجزتموه في أخبار البلدان وما اشبهها ، وليس يمتنع أن يكون السبق الى اعتقاد مانعاً من فعل العلم الضروري بالعادة ، كما ان السبق الى الاعتقاد بخلاف ما يولده النظر عند مخالفينا مانع من توليد النظر العلم ، واذا أجاز ذلك فيما هو سبب موجب فأولى أن يجوز فيما طريقه العادة .
وليس لاحد (۲) أن يقول : فيجب على هذا أن لا يفعل العلم الضروري لمن سبق الى اعتقاد ، لنفى ذلك المعلوم . ويفعل لمن لم
_________________________
(۱) قوله (سوى القرآن ) اما لان الشبهة انما يتطرق في وجود المعجزات ووجود القرآن ضروري لا يتطرق اليه شبهة ، وصدوره عن النبي صلىاللهعليهوآله أيضاً لا يتطرق اليه شبهة تدل على عدمه ، اذ معلوم عندهم انه لم يصدر عن انبيائهم واما لان عدد المخبرين فيه ، زاد على أقل عدد التواتر المفيد للعلم الضروري يكثر بحيث لم يحتج الى وجود هذا الشرط في افادة العلم الضروري .
(۲) قوله ( وليس لاحد ) ظاهره انه نقص لدليل الاشتراط . فالجواب توجيه للاشتراط بحيث لا يرد على دليله النقض والبحث الثاني نقض للدليل على التوجيه المذكور في الجواب ، وجوابه منع فيه استظهار بدعوى ضرورة .