وتثبيت الرسالة ، وتصحيح النبوة ، كلاماً في اصول الفقه (۱) .
_________________________
ويستلزم أيضاً استحالة النقص عليه تعالى ، علمه تفصيلا بكل من سلاسل الممكنات الخارجية ، والذهنية الغير المتناهية . بمعنى لا تقف في جانب المنتهى ، بل بكل واحد من المفهومات مطلقاً تفصيلا ، وكل من القضايا الحقة ولو لا ذلك لم يصح الاستدلال بكلامه على الفقه .
وذكر المصنف العدل ، اما لانه من الافعال دون الصفات ، والمراد به وضع كل شيء في موضعه . ويقابله الظلم الذي هو وضع الشيء في غير موضعه أو هو تخصيص بعد التعميم ، للاهتمام . والمراد به حينئذ صفة يقتضى ذلك .
(۱) قوله : ( وتثبيت الرسالة الخ ) المراد بتصحيح النبوة ، بقرينة ذكره بعد تثبيت الرسالة ، اثبات صفات يجب كون النبي صلىاللهعليهوآله عليها ، حتى يصح كونه نبياً .
ويصح الاستدلال بكلامه على الاحكام الشرعية ، كعدم كون الاحكام الشرعية التي يؤديها الينا عن اجتهاد ، وظن ، وسيجيء . وكعصمة من الذنوب والاثام التي تبعتها على فاعلها .
وأما الذنوب التي هي مغفورة لفاعلها لانه ملجأ اليها ، وتبعتها على الملجىء اليها ، فجايزة على الانبياء .
ويمكن ان يفهم ذلك من قوله تعالى في سورة المائدة حكاية عن هابيل : « ما أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ » (۲) فان الظاهر من احتمال قابيل اثم هابيل ، أن يكون هابيل ملجأ الى قبح ، لو لا الجأ . وهو بسط اليد . ومقصوده الدفع ، لا البسط نفسه . باعتبار ما يقصد به في الغالب من القتل ونحوه . فالتقى فيما أنا متوجه حينئذ الى القيد فقط .
_________________________
(٢) المائدة : ٢٨ و ٢٩ .