وكانوا في ذلك بين طائفتين ، طائفة تعمل بهذه الاخبار ، و الاخرى لا تنكر عليهم . فلولا ان العمل بها كان صحيحاً جائزاً والا كانوا (۱) قد أجمعوا على الخطاء وذلك لا يجوز .
والاستدلال بهذه الطريقة لا يصح من وجوه :
أحدها : ان هذه الاخبار التي رووها (۲) كلها أخبار آحاد ، والطريق الى أنهم عملوا بها أيضاً أخبار آحاد ، لانها لو كانت متواترة لكانت توجب العلم الضروري عندهم ، ونحن لا نعلم ضرورة أن الصحابة عملت بأخبار الاحاد ، فاذا لا يصح الاعتماد على هذه الاخبار ، لان المعتمد عليها يكون أوجب العمل بخبر الواحد وذلك لا يجوز (۳) .
_________________________
أشيم الضبابي (۴) من دية زوجها . كذا في جامع الاصول لابن الاثير (٥) .
(۱) قوله ( والا كانوا ) فيه تكرار معنى الشرط في النفي كما هو عادة المصنف رحمه الله .
(۲) قوله ( هذه الاخبار التي رووها ) أي ما روي من عمل عمر بما ذكر ويحتمل أن يراد بهذه الاخبار ، خبر حمل ، وخبر الضحاك ، وخبر عبد الرحمن قوله ( والطريق الى انهم عملوا ) أي الى ان الطائفة من الاصحاب عملوا بها .
(۳) قوله ( وذلك لا يجوز ) لاشتماله على الدور .
_________________________
(٤) أشيم بوزن أحمد الضبابي . بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الالف اخرى قتل في عهد النبي صلى الله عليه وآله مسلما .
(٥) جامع الاصول ٥ : ۱۷۹ و ۱۸۰ .