كان يكون من عمل بخبر عنده انه صحيح يكون مخالفه مخطئاً مرتكباً للقبيح (۱) يستحق التفسيق بذلك . وفي تركهم ذلك والعدول عنه ، دليل على جواز العمل بما عملوا به من الاخبار .
فان تجاسر متجاسر الى أن يقول : كل مسألة مما اختلفوا فيه عليه دليل قاطع ، ومن خالفه مخطىء فاسق . يلزمه أن يفسق الطائفة بأجمعها ، ويضلل الشيوخ المتقدمين كلهم ، فانه لا يمكن أن يدعى على أحد موافقته في جميع أحكام الشرع ، ومن بلغ الى هذا الحد لا يحسن مكالمته ، ويجب التغافل عنه بالسكوت ، وان امتنع من تفسيقهم وتضليلهم ، فلا يمكنه الا أن العمل بما عملوا به كان حسناً جائزاً خاصه .
وعلى اصولنا (۲) ان كل خطأ وقبيح (۳) كبير ، فلا يمكن أن
_________________________
(۱) قوله ( مرتكباً للقبيح ) لانه مخالف للقاطع على هذا الفرض .
(۲) قوله ( خاصة وعلى اصولنا الخ ) اشارة الى انه على اصول المعتزلة أيضاً لا يمكن أن يقال ان خطأهم منخبط لانه وان كان صغيراً يصير مع الاصرار كبيراً عندهم ، ولا شك ان الاصرار فيما نحن فيه متحقق .
(۳) قوله ( ان كل خطأ وقبيح الخ ) قال الطبرسي في تفسير سورة النساء في قوله تعالى : « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا » (٤) قال أصحابنا رضي الله عنهم المعاصي كلها كبيرة من حيث
_________________________
(٤) النساء : ٣١ .