وتعلق الكتابة (١) بالكاتب ، والبناء بالباني ، وما يجرى مجرى ذلك مما نعده في كمال العقل وهي كثيرة .
والضرب الثاني : ما يقف على شرط ، وهو العلم بالمدركات (۲) لان العلم بها ضروري ، الا أنه واقف على شرط ، وهو الادراك .
_________________________
على ادراك الحواس الباطنة تدبر .
والانسب أن لا تدخل الحدسيات مطلقاً على القول بكونها ضرورية في شيء من القسمين ، لان القسم الاول كما يفهم من الاقتصاد ، يجب أن يكون مما هو مركوز في أول العقل . وهي غير متوقفة على الادراك .
(۱) قوله ( وتعلق الكتابة الخ ) أي العلم بأن لها محدثاً بعد العلم بحدوثها والحاصل احتياج الحادث الى محدث . وليس المراد كوننا فاعلين لافعالنا الاختيارية . وان العلم به ضروري كما قال في التجريد : ( والضرورة قاضية باستناد افعالنا الينا ) (۳) . لان المسألة معركة لاراء العقلاء وخفاء الضروري عليهم غير جائز كذا قال المصنف في الاقتصاد .
ويمكن أن يقال ، ان النزاع لاجل الاحكام الوهمية ، لا ينافي الاذعان والضرورة كما مر في الوسواسي في النية .
(۲) قوله ( وهو العلم بالمدركات أي العلم بوجودها في الخارج . لا يقال هو عين الادراك . فكيف جعل مشروطاً به ؟ لانا نقول : الادراك الحاصل في البهيمة ، ولا علم لها ، فهو غير الادراك .
_________________________
سنة ٦٨٩ هـ .
شرحه قطب الدين ، محمد بن محمد الرازي التحتاني المتوفى سنة ٧٦٦ هـ . أسماه ( لوامع الاسرار ) :
(۱) كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد : ۳۳۲ .