قويّا؛ لعموم الأخبار و إطلاقها(١).
و للشافعي أربعة أقوال:
أحدها: ما يرضى به الواهب؛ لما روي أنّ أعرابيّا وهب للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله ناقة فأثابه عليها، و قال: «أرضيت ؟» قال: لا، فزاده و قال: «رضيت ؟» قال: نعم، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «لقد هممت أن لا أتّهب إلاّ من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ»(٢).
و روى أبو هريرة هذا الحديث بلفظ آخر، و هو أنّ أعرابيّا وهب للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله ناقة، فأعطاه ثلاثا، فأبى، فزاده ثلاثا [فأبى، فزاده ثلاثا](٣) فلمّا كملت تسعا قال: رضيت، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «و أيم اللّه لا أقبل من أحد بعد هذا اليوم هديّة إلاّ أن يكون قرشيّا أو أنصاريّا أو ثقفيّا أو دوسيّا(٤)»(٥).
و الثاني: قدر قيمة الموهوب؛ لأنّه عقد يقتضي العوض، و لا يشترط فيه التعيين و التسمية، فإذا لم يسمّ شيئا وجب عوض المثل، كالنكاح، و به قال مالك.
و الثالث: ما يعدّ ثوابا لمثله في العادة؛ لأنّ أصل الثواب مأخوذ من٦.
١- الخلاف ٥٧٠:٣، المسألة ١٤.
٢- ورد نصّه في العزيز شرح الوجيز ٣٣٠:٦، و بتفاوت في المصنّف - لعبد الرزّاق - ٩: ١٠٥-١٦٥٢١/١٠٦، و ١٩٩٢٠/٦٥:١١، و المسند - للحميدي - ١٠٥٢/٤٥٤:٢.
٣- ما بين المعقوفين أثبتناه من المغني كما هو الموافق لما في المسند للحميدي.
٤- «دوسيّ» نسبة إلى «دوس» بفتح الدال المهملة و سكون الواو، بطن من الأزد. تحفة الأحوذي ٤٤٤:١٠-٤٤٥.
٥- ورد نصّه في المغني ٣٣٤:٦، و الشرح الكبير ٢٧٥:٦، و بتفاوت في المسند - للحميدي - ٤٥٣:٢-١٠٥١/٤٥٤، و مسند أحمد ٧٨٥٨/٥٦٧:٢، و الأدب المفرد: ٢٠٥-٥٩٦/٢٠٦، و المستدرك - للحاكم - ٦٢:٢-٦٣، و السنن الكبرى - للبيهقي - ١٨٠:٦.