فما هو إلاّ أن أقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلّهم ، فقال لهم أبو هاشم : أليس زعمتم أنّكم لا تترجلون له؟
فقالوا له : والله ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا (١).
قال : وحدّثني أبو القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحيّ ـ من آل إسماعيل بن صالح ، وكان أهل بيته بمنزلة من السادة عليهمالسلام ، ومكاتبين لهم ـ : أنّ أبا هاشم الجعفريّ شكا إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمد عليهالسلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ، وقال له : يا سيّدي ادع الله لي ، فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه.
فقال : « قوّاك الله يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك ».
قال : فكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سرّ من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه ، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت (٢) وروى محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال : مرض المتوكّل من خراج خرج به فأشرف منه على الموت ، فلم يجسر أحد أن يمسّه بحديد ، فنذرت امّه ان عوفي ان تحمل إلى أبي الحسن عليهالسلام مالا جليلا من مالها.
وقال الفتح بن خاقان للمتوكل : لو بعثت إلى هذا الرجل ـ يعني أبا
__________________
(١) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٧٥ / ٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٧ ، الثاقب في المناقب : ٥٤٢ / ٤٨٤ ، كشف الغمة ٢ : ٣٩٨ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ١٣٧ / ٢٠.
(٢) اثبات الوصية : ٢٠٢ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٧٢ / ١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٠٩ ، الثاقب في المناقب : ٥٤٤ / ٤٨٦ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ١٣٧ / ٢١.