تعسا لك يا زمان وأف لك يا دهر هذا الصعلوك النذل صار أو صيروه كسرى العرب!!!.
نعم : معاوية ومروان هما اللذان دبرا الحيلة في قتل عثمان ، ومكنوا الثائرين من قتله ، وقضية الجيش الذي أرسله معاوية من الشام إلى المدينة ووصيته له بأن لا يدخل المدينة حتى يقتل عثمان تشهد لذلك وهي مشهورة
نعم : وقد اعانهم على قتله أيضا احدى زوجات النبي التي كانت تهرج على عثمان وتصرخ في النوادى « اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا » ثم بعد أن امتثلوا أمرها وقتلوه ، ثارت أو أثاروها إلى الطلب بدمه ، وكانت من جراء ذلك واقعة الجمل التي ذهب ضحيتها عشرون الفا من المسلمين ، وفتحت باب الحروب بين أهل القبلة ، وقال أحد شعراء ذلك العصر يخاطبها ويؤنبها
وأنت البلاء
وأنت الشقاء |
|
وأنت السحاب
وأنت المطر |
وأنت أمرت بقتل
الامام |
|
وقلت لنا إنه قد
كفر |
وقال الآخر :
جاءت مع الأشقين
في هودج |
|
تزجى إلى البصرة
أجنادها |
كأنها في فعلها
هرة |
|
من جوعها تأكل
أولادها |
وهذه النكات التي رشح القلم بها هنا وهي من أسرار دقائق التأريخ والتي قلّ من تنبه لها إنما جاءت عفوا ، وما كانت من القصد في شيء ، إنما المقصود بالبيان ان معاوية وأبا سفيان لما بهرهما الاسلام وقهرهما على الدخول فيه حفظا لحوبائهما (١) من التلف ، أظهرا الاسلام صورة واضمرا الكيد والفتك به سريرة ، وبقيا يتربصان فكلما سنحت فرصة لذلك ظهرت ركيزتهم في اقوالهم وفي اعمالهم.
__________________
(١) حوبائهما : تثنية حوباء وهي النفس تجمع على حوباوات.