لو لا الصلح لما أجبر معاوية البقية الصالحة من أولاد المهاجرين والانصار على أخذ البيعة ليزيد ، وحاله في الفسق والفجور مشهور إلى كثير من أمثال هذه المخازى ، والفظائع التي لا يبلغها الاحصاء. ولكن تأمل مليا وأنظر من الغالب ومن المغلوب.
انظر ما صنع الحسن بمعاوية في صلحه وكيف هدّ جميع مساعيه وهدم كل مبانيه حتى ظهر الحق وزهق الباطل ، وخسر هنالك المبطلون فكان الصلح في تلك الظروف هو الواجب والمتعين على الحسن ، كما أن المحاربة والثورة على يزيد في تلك الظروف كان هو الواجب والمتعين على أخيه الحسين ، كل ذلك للتفاوت بين الزمانين ، والاختلاف بين الرجلين
ولو لا صلح الحسن الذي فضح معاوية ، وشهادة الحسين التي قضت على يزيد ، وانقرضت بها الدولة السفيانية بأسرع وقت.
لو لا تضحية هذين السبطين لذهبت جهود جدهما بطرفة عين ، ولصار الدين دين آل أبي سفيان دين الغدر والمكر ، دين الفسق والفجور ، دين الحانات والخمور ، دين العهار ، دين الفهود والقرود ، دين إبادة الصالحين واستبقاء الفجرة الفاسقين.
فجزا كما الله يا سيدى شباب الجنة ويا سبطي رسول الله ، جزا كما الله عن الاسلام وأهله أفضل الجزاء ، فو الله ما عبد الله عابد ولا وحده موحد. وما حقت فريضة ولا أقيمت سنة ولا ساغت في الاسلام شريعة ولا زاغت من الضلال إلى الهدى أمة إلا ولكما بعد الله ورسوله الفضل والمنة والحجة البالغة والمحجة.
جاء رسول الله بالهدى والنور والخير والبركة للانسانية أجمع من غير لون ولون وعنصر وآخر وأمة دون أمة وقوم سوى آخرين جاء بالاسلام والنور المبين فشيّد قواعده وأحكمه وأقومه وأكمله وأتمه ولم يترك فيه أى