نقص وأى عوج وجاء أبو سفيان والشجرة الملعونة في القرآن معاوية ويزيد ومروان فحملوا معاول الكفر والشرك وتحاملوا على تلك الأسس والقواعد يقلعون جذورها ويخمدون نورها « يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون » فوقف السبطان بما لهما من قوة وسلطان سدا منيعا دون ذلك البنيان ، وما تم لهما ما أرادا من حفظ شريعة جدهما إلا بالتضحية العظمى بانفسهم وأموالهم ورجالهم وأطفالهم وبكل ما في دنيا النعمة والنعيم والعيش الوسيم ، بذلوا كل ذلك في سبيل الله ولحفظ دين الله ، ولو لا هذه التضحية وتلك المفادات لأصبح دين الاسلام أسطورة من الاساطير لا تجده إلا في الكتاب والقماطير يذكره التأريخ كما يذكر الحوادث العابرة والأمم المنقرضة.
« سبحان الله والله أكبر ولله الحمد » من هنا تعرف ويجب أن تعرف السر في حفاوة المنقذ الأعظم تلك الحفاوة البليغة والتعظيم الخارج عن نطاق العرف والمعتاد بل وعن رواق التعقل والسداد ذلك النبي العظيم والشخصية الحبيبة إلى المبدء الاعظم التي ملأها هيبة وعظمة ووقارا ، والذي لا تهزه العواصف ولا تستميله العواطف ولا خامره في لحظة من عمره العبث واللهو واللعب الذي كانت غريزته التي فطر عليها قوله : « ما أنا من دد ولا الددمني » والذي كان من الوقار والهيبة والاتزان ربما يدخل عليه الرجل الذي مار آه من ذى قبل فترتعد فرائصه من هيبته فيقول له النبي : « لا تفزع فاني ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد » حذرا من أن يقول المسلمون فيه ما قالت النصارى في المسيح ، هذا الطود العظيم ، يحمل الحسن والحسين وهما طفلان على كتفيه ، ويمشي بهما وهما على متنيه في ملأ من المسلمين رافعا صوته ليسمعوا « نعم الجمل جملكما ، ونعم الراكبان أنتما » ثم يأتي الحسين وهو غلام فيعلو على ظهر النبي والنبي ساجد فلا يرفع رأسه حتى ينزل