« جهزوا جيش اُسامة ، لعن اللّه من تخلّف عنه » (١).
وقد يرتدع البعض خوفا من الصاق الالقاب المذمومة بهم.
٤ ـ المقاطعة والهجران : حينما يتمادى المنحرف في انحرافه تاركا للمعروف عاملاً بالمنكر ، عنادا منه واصرارا ، ولم يستجب لكلِّ موحيات الهداية والاستقامة ، ولم تنفعه الزواجر والتهديدات ، واغلق منافذ الهداية في قلبه وارادته ، تأتي مرحلة المقاطعة والهجران لاشعاره بانه عنصر غير مرغوب فيه من قبل الصالحين ، والاستفادة من الوقت للتفرّغ إلى هداية الآخرين وتغييرهم.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « لو انكم إذا بلغكم عن الرجل شيء تمشيتم إليه ، فقلتم : يا هذا إمّا أن تعتز لنا وتجتنبنا ، وإمّا أن تكفّ عن هذا ، فإن فعل وإلاّ فاجتنبوه » (٢).
وقال عليهالسلام لقوم من أصحابه : « إنّه قد حقّ لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم ، وكيف لا يحقّ لي ذلك ، وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ، ولا تهجرونه ، ولا تؤذونه حتى يتركه » (٣).
وقال عليهالسلام : « من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد مشى إلى هدم الإسلام » (٤).
والمقاطعة كان معمولاً بها من قبل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام.
__________________
١) الملل والنحل / الشهرستاني ١ : ٢٩. وشرح نهج البلاغة ٦ : ٥٢.
٢) وسائل الشيعة ١٦ : ١٤٦.
٣) المقنعة : ٨٠٩.
٤) بحار الانوار ٢ : ٣٠٤.