فقد أمر رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمقاطعة ثلاثة من الصحابة تخلفوا عن غزوة تبوك وقال لبقية أصحابه : « لا تكلمنَّ أحدا من هؤلاء الثلاثة » فاعتزلوهم خمسين يوما ، ثم أبلغهم صلىاللهعليهوآلهوسلم بتوبة اللّه عليهم (١).
وقاطع أهل البيت عليهمالسلام الغلاة والواقفة وبعض التيارات الهدّامة بعد ان يئسوا من اصلاحهم.
٥ ـ اظهار التكفهر والعبوس : بعد مرحلة الهجران والمقاطعة تأتي مرحلة التكفهر والعبوس في وجوههم أثناء اللقاء في الطرقات والاماكن العامّة ، لكي يرتدعوا ويعودوا إلى الاستقامة.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « أمرنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة » (٢).
وقال عليهالسلام : « أدنى الانكار أن يُلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (٣) ».
وهذه المراحل أو الخطوات يتوقف اُسلوب العمل بها على طبيعة المجتمع من حيث درجة قربه وبعده عن الإسلام ، وعلى عدد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وطبيعة أصحاب المنكرات وعددهم ، فإذا كان الإسلام هو القاعدة الفكرية للنظام القائم وللمجتمع فإنّ هذه المراحل ستكون أقرب إلى تحقيق الهدف ، أمّا إذا كان الإسلام مقصيّا عن الحياة ، وكان المجتمع بعيدا عنه في فكره وعاطفته وسلوكه ، فلا تحقق هذه المراحل أهدافها في الآن وفي المستقبل القريب إلاّ بمضاعفة
__________________
١) السيرة النبوية / ابن هشام ٤ : ١٧٥ ، ١٧٩ ، ١٨٠.
٢) الكافي ٥ : ٥٨.
٣) تهذيب الاحكام ٦ : ١٧٦.