واضافة ما ينبغي اضافته من أقوال واستدلالات وما خطر ببالي من نكات أو مناقشات.
ولا شكّ أنّ ما أحرزته المدرسة الاصولية الحديثة في الفقه الإمامي اليوم يعتبر من الانجازات البديعة والتطوّرات الهائلة لمسائل هذا العلم وبحوثه ممّا أعطته مكانة سامية بين العلوم وجعلت منه علماً له طبيعته ومنهجه المتميّز والمستقل رغم تنوّع مسائله واختلاف موضوعاته من بحوث لغوية تحليلية إلى مسائل عقلية نظرية أو عملية وقواعد تشريعية ، إلاّأنّها جميعاً ترتبط بمحور واحد أساس ، وهو الأدلّة والعناصر المشتركة في عملية الاستنباط الفقهي ، واستخراج الأحكام ومعطيات الشريعة الغرّاء.
ومن هنا صار هذا العلم اليوم مفتاحاً لسائر علوم الشريعة ومنطقاً لعلم الفقه على وجه الخصوص ، يوزن به مدى سلامة عملية الاستنباط الفقهي واستنتاج أحكام الشريعة ومعطياتها عن مصادرها وأدلّتها التفصيليّة.
وقد كان لسيّدنا الشهيد الصدر قدسسره من بين فقهائنا وأعلامنا المعاصرين الدور الأمثل في توسيع نطاق هذا العلم وتوضيح معالمه ومناهجه ودوره وتأثيره على علم الفقه وعلوم الشريعة الاخرى.
فقد استطاع بنبوغه وفكره العملاق أن يجدّد كثيراً من نظريات هذا العلم ، ويطوّر من بحوثه ومسائله في المضمون والمنهج وطريقة العرض ، بما لا يمكن اليوم أن يستغني عنه كل من يقصد الورود إلى مباحث هذا العلم ويمارس تعليمه أو تعلّمه أو التأليف فيه.
ولا غرو إذا قلنا انّ الحواضر والحوزات العلمية اليوم تتطلّع إلى نظريات وآراء