ص ٣٧١ قوله : ( وفيه : إن اريد جعل خبر الكليني ... ).
حاصل الجواب : إن اريد علمية خبر الكليني تعبداً بالنسبة إلى الحكم الشرعي ، أي وجوب السورة فهو لا يخبر عنه وجداناً ، نعم قد يفرض انّ له علم تعبدي به إلاّ أنّ هذا رجوع إلى جوابنا في الدورة السابقة المتقدم مع جوابه.
وإن اريد علميته لاثبات خبر الصفار فذات خبر الصفار ليس هو العلم التعبدي وإنّما حجيته علم تعبدي فلابد من اثبات حجيته فإن أردنا اثبات ذلك بتطبيق دليل الحجّية ابتداءً على المخبر به أي يكون إخبار الكليني محرزاً لنا إخبار الصفار فنطبق عليه نحن دليل الحجّية فيكون علماً تعبداً أيضاً كما طبقناه على خبر الكليني فمن الواضح انّ هذا غير تام ؛ لأنّ ما هو موضوع الحجّية الخبر بوجوده الواقعي لا التعبدي.
وبعبارة اخرى : الحكومة والاحراز هنا ظاهري لا واقعي ليمكن التمسك بدليل الحجّية ابتداءً ومباشرةً ، بل التمسك لاثبات ذلك الأثر يكون بعلمية خبر الكليني نفسه كما هو الحال في تمام موارد الحكومة الظاهرية.
وإن أردنا اثبات ذلك بعلمية خبر الكليني اثباتاً ظاهرياً وبحكومة ظاهرية حيث انّ الإخبار عن ذات الخبر الواقعي إخبار عن لازمه وأثره الشرعي وهو الحجّية الثابتة عليه بوجوده الواقعي فهذا وقوع في المحذور حيث انّ هذا الأثر وهو العلمية لخبر الصفار مجعولة بنفس جعل العلمية لخبر الكليني فيلزم من أخذه في موضوعه محذور الطولية والدور.
ثمّ إنّ المذكور في الكتاب في ذيل هذا الجواب من صحته وتماميّته إذا اكتفينا في رفع التأمين والتنجيز العقليين بالعلم بالكبرى والصغرى بلا حاجة إلى العلم