الأمر الذي لاسابقة له هو هذا الحشد من العامة الذي يقف حول المقصلة ليَرى الرؤوسَ الملکية تهوي واحداً بعد آخر وهو أمرٌ فريد من نوعه في بلاد أوروپا بصورة عامة حيث يتمتّع المقام الملکي بحصانة خاصة ويتسربل بنوعٍ من القداسة ، حالة لم تکن تدور في خلد أحد من الناس في يوم من الأيام.
الأعمدة والجدران التي تهاوت هي تلک التي لسجن الباستيل والتي لقصر الملک.
أما المعجزة فهي بقاء وريث العرش الفرنسي ، الملک الأمين ( لويس ١٧ ) الذي به يتمّ ثلاثون من ورثة العرش الفرنسي منذ عهد المدعوّ ( روبرت القوي ) وهو الجدّ الأکبر لهذه السلالة التي تمسى بال ( کاپت Capet ) ، وذلک حيث أن الثوار کانوا قد ألقوا القبض على الملک ( لويس ١٦ ) وزوجته ( ماري أنطوانيت ) وأخت الملک ( أليزابيث ) وابنه ( لويس ١٧ ).
وقد تمّ إعدامُ الجميع ما عدا إبنه فإنهم أبقوا عليه وقد مات فيما بعد في السجن وإن کان هناک البعض ممن اعتنى بتدوين تأريخ تلک الفترة من يقول بأن ( لويس ١٧ ) قد تمکن من الهرب من السجن واختفى في مکان ما. على کل حال فإن مسألة الإبقاء عليه في وسط تلک الفوضى التي خلقت بحيرةً من الدماء تعتبر معجزة حقاً.