معيار القوة في عالم اليوم هو قدرة الشعوب الاقتصادية بالدرجة الأولى ، ومن كان عنده المال فإنه يستطيع أن يشتري به كل شيء. وينقسم العالم إلى معسكرين ، معسكر المستكبرين ومعسكر المستضعفين ، وجوهر الصراع بينهما هو صراع إرادات ، وهو صراع حضاري ( بما يتضمنه معنى الحضارة من قيم وتصورات ) يصل إلى حد الصراع بين الوجود أو الفناء. وأعتقد بأن أعظم الثمار التي حصل عليها العالم الإسلامي والعربي في تجربته مع المدينة الغربية هي إدراك إنسان اليوم بأنه لا بديل له عن حريته وعن اختياره الحرّ ، لأن هذا الأمر هو الذي يجلسه على عرش إنسانيته ويجعله في أقرب حالاته من الله عز وجل ، وفي أحسن حالاته لإكتساب الفيض الإلهي من رب الوجود.
لقد إنتهت فترة الإنبهار بالغرب والدهشة بإنجازات مدنيته.