والزجر الفعليّين ، لكنه فعليّ بمعنى آخر أي هو تمام ما بيد المولى وتمام ما يتحقق من قبله.
ومثله لو قطع به أو قامت عليه الحجّة كما يصير بعثا فعليّا ، كذلك يتنجز.
بخلاف ما إذا ظن به ، فإنه لا يصير مصداقا للبعث الفعلي كما لا يصير منجّزا ، فلذا يعقل جعل بعث فعلي أو زجر فعلي في مورده ، إذ المماثلة بين البعثين الفعليين ، والمضادة بين بعث فعليّ وزجر فعليّ ، لا بين ما لا يكون مصداقا للبعث بالفعل وما يكون كذلك بالفعل ، وسيجيء (١) إن شاء الله تعالى تفصيل القول فيه.
( في وجوب الموافقة الالتزامية وعدمه )
٣١ ـ قوله « قده » : يقتضي موافقته التزاما والتسليم له ... الخ (٢).
لا يخفى عليك أن تحقيق حقيقة الالتزام الباطني لا يخلو عن خفاء وغموض ، لأنه خارج عن المقولات التي هي أجناس عالية للماهيات ولا شيء من موجودات عالم الإمكان كذلك.
ووجه الخروج أن المقولة المناسبة له مقولة الكيف النفساني أو مقولة الفعل وهو خارج عن كلتيهما :
أما عن الأولى ، فلأن المفروض أن نسبة النفس إليه بالتأثير والإيجاد لا بالتّكيّف والقبول والانفعال مع أن الكيفيات النفسانية مضبوطة محصورة ليس بشيء منها كما لا يخفى على الخبير بها.
وأما عن الثانية ، فلأنها عبارة عن الحالة الحاصلة للشيء عند تأثيره التدريجي في غيره ، كالتسخين للنار في قبال مقولة الانفعال. ومن البين أنه ليس هنا شيئان لأحدهما حالة التأثير التدريجي وللآخر حالة التأثر التدريجي كالنار
__________________
(١) نهاية الدراية ٤ : التعليقة ٧١.
(٢) كفاية الأصول / ٢٦٨.