الموازنة بينه وبين ما كتبه الاستاذ على جزء « عم » فيحط قدره فى عيون القراء ، وينسخ ظلامه بالضياء وبضدها تتميز الاشياء.
ثم ضرب الدهر ضربا ، فكان من أمره أن نزلت دمشق أول سنى الحرب الاولى نزولا حسبته لما ما ، فاذا هو قد استتلى شهورا وأعواما ، فتجددت لى وأنا فيها دواع حفزتنى لتحقيق الامل. ومباشرة ما كلفت من العمل ، فوضعت هذا التفسير مستعينا بحول الله وقوته ، وأكملته على مثال تفسير شيخنا وطريقته.
بيد أنى رأيت أن أتوسع قليلا فى التعليق والتفسير والاستشهاد والتنظير ـ ولا سيما فى المباحث اللغوية ـ بأكثر مما فعله الاستاذ رحمهالله فى تفسير جزء « عم » مراعيا فى ذلك حال قراء جزء « تبارك » ومقدرا فى نفسى أنهم سيكونون أكبر سنا ، وأتم استعدادا ، وأشد اهتماما بالتحصيل من قراء جزء « عم » وقد قمت فى تفسيرى هذا بفعل ما أطيق وأملك : من تحرى الحق والصواب فيما أولت وفسرت ، وبسط العبارة وتهديها فيما أنشأت وحررت وتصحيح النية وجعلها خالصة لوجهة الكريم فيما اخترت ورجحت.
وقد وفى الشيخ بما وعد به فى مقدمة تفسيره ، ويتضح ذلك بذكر نموذج منه :
قال الله تعالى :
( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ، وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ، وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ »
( سورة الحاقة : ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٢ )
جعل ختام السورة كنتيجة للكلام السابق ، مرتبطة به أشد ارتباط ، فهو يقول :