اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور فحار بصري وحسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك.
______________________________________________________
أو كانت غضا طريا ، قال الجوهري : البسر النخل صار ما عليه بسرا ، وقال للشمس في أول طلوعها : بسرة ، والبسرة من النبات : أولها والبسرة الماء الطري القريب العهد بالمطر ، وفي المصباح : البسر من كل شيء الغض ، ونبات بسر أي طري ، وفي بعض النسخ بالياء المثناة بمعنى السهل ففي الإسناد تجوز لكنه بعيد.
ونقل في إعلام الورى هذا الحديث عن الكليني وليست فيه هذه الفقرة.
وفي كشف الغمة فإذا أنا بروضات أنيقات وأنهار جاريات وجنات فيها خيرات عطرات.
وقال البيضاوي في قوله تعالى : « فِيهِنَّ خَيْراتٌ » (١) أي خيرات فخففت ، لأن خيرا الذي بمعنى أخير لا يجمع ، وقد قرئ على الأصل حسان أي حسان الخلق والخلق ، وفي قوله : « كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ » (٢) أي المصون عما يضر به في الصفاء والنقاء.
« وأنهار تفور » أي تنبع من مخارجها بدفع وقوة و « حسرت » كضربت أي كلت وانقطعت لشدة ضياء ما رأت « عتيد » أي حاضر مهيأ.
وروي في الخرائج عن صالح بن سعيد أن المتوكل بعث إلى أبي الحسن عليهالسلام يدعوه إلى الحضور بالعسكر ، فلما وصل تقدم بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان الصعاليك ، فدخلت عليه فيه فقلت في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان فقال : هيهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فإذا أنا بروضات وأنهار فيها خيرات وولدان ، فحار بصري وكثر تعجبي فقال لي : حيث كنا فهذا لنا.
أقول : لما قصر علم السائل وفهمه عن إدراك اللذات الروحانية والوصول إلى
__________________
(١) سورة الرحمن : ٧٠.
(٢) سورة الواقعة : ٢٣.