دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد (١). وبلغ من حب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لابنته فاطمة عليهاالسلام انه كان يكنيها بـ ( أم ابيها ) (٢). وقد اثنى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثناءً مستطاباً في كثير من المواضع. هذا الحب العارم وهذه المودة الخالصة مبعثها المؤهلات العالية التي ورّثها لها ابوها ، وكانت لوقعها اثر كبير في مسيرة حياتها. هكذا عاشت وهي تؤدي رسالتها على احسن ما يمكن الاداء ، يعطف عليها والدها ويهتم بامرها ايما اهتمام. وأجدني اكرر ما ذكرته في مناسبة سابقة من ان الزهراء عليهاالسلام افضل نساء اهل الجنة. وعن عائشة قالت : ما رأيت احداً اشبه حديثاً وكلاماً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من فاطمة. وكانت اذا دخلت عليه اخذ بيدها فقبلها واجلسها في مجلسه ، وكان اذا دخل عليها قامت فقبلته بيده فأجلسته في مكانها (٣). وسأله علي عليهالسلام يوماً فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انا احب اليك ام فاطمة؟ فقال : انت عندي اعز منها ، وهي احب منك (٤). وهناك روايات كثيرة كلها تنص على محبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الاكرم للصديقة الزهراء سلام الله عليها.
__________________
(١) مجلة ( العرفان ) اللبنانية ـ خصال ( فاطمة الزهراء ) لعارف النكدي / ج ٦ / مج ٥١ ( شعبان ١٣٨٣ هـ / ١٩٦٣ م ) ص٥٤٤.
(٢) فاطمة الزهراء ام ابيها ، فاضل الحسيني الميلاني / ص ٣٥.
(٣) كشف الغمة / علي بن عيسى الاربلي / ج ٢ / ص ٧٩.
(٤) كشف الغمة / ج ٢ / ص ٨٨.