واقصوه عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأخذ له البيعة العامة في غدير خم ، فقد أعلنت سلام الله عليها سخطها البالغ على القوم ، وجردت حكمهم من الشرعية وذلك بخطابها الرائع الذي ألقته في جامع أبيها ، ولم يؤثر في ميادين المناظرات والاحتجاجات مثل خطابها الذي وضعت فيه النقاط على الحروف ، وحذرتهم من المضاعفات السيئة التي ستواجهها الأمة من جراء ما اقترفوه ، كما اتخذت معهم أدق موقف وأعمق أسلوب ، وذلك في وصيتها للإمام عليهالسلام حينما أشرفت على لقاء الله تعالى ، فقد أوصته بأن لا يحضر تشييع جنازتها المقدسة أحد من الذين ظلموها وهضموها ـ على حد تعبيرها ـ وان يواري جسدها الطاهر في غلس الليل البهيم ، ويعفي موضع قبرها ليكون شاهداً على نقمتها عليهم في جميع الأحقاب والآباد.
وعلى أي حال فالسيدة الملهمة العظيمة بضعة الرسول صلىاللهعليهوآله هي التي أقامت مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وأسست بنيانه مع أبيها وزوجها ، فسلام الله عليها فما أعظم عائدتها على الإسلام والمسلمين.
ومن الحق أن نشيد بالجهود التي بذلها الأستاذ العلامة السيد سلمان آل طعمة في بحوثه الممتعة عن سيدة النساء ، وهو جهد يقابل بالتكريم وانّا نصافحه ، ونتمنى له المزيد من الخدمات للإسلام. شكر الله مساعيه وبلغ أمانيه بدعاء أخيه ، والسلام.
|
١٤ / محرم / ١٤٢٠ هـ النجف الأشرف باقر شريف القرشي |