فأرسلها ، وقال : حصان كريم. انطلقي فقولي له : ما أحسنها ... (١)
واجملها وليست ـ والله ـ كما قلت.
فزوّجها ايّاه. (٢)
__________________
(١) كلمة لا تقرأ.
(٢) ان في الرواية موارد للنظر فهي مع ارسالها تتضمن تكذيب عمر للامام علي عليهالسلام في اعتذاره بصغر سن أمّ كلثوم مع ان الامام (ع) كان الصديق الأكبر ولم يكذب قط. وتتضمن القبيح لعمر بن الخطاب من انه أخذ ذراع أمّ كلثوم!! وقد استنكر سبط ابن الجوزي هذا بشدة فقال في تذكرة الخواص ص ٣٢١ في ذكر سيدتنا أمّ كلثوم ما لفظة :
وذكر جدّي في كتاب « المنتظم » ان عليا بعثها الى عمر لينظرها ، وان عمر كشف ساقها ولمسها بيده.
قلت : وهذا قبيح ، ـ والله ـ لو كانت أمة لما فعل بها هذا ، ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الاجنبية ، فكيف ينسب عمر الى هذا.
واما اصل القصّة : فهي مختلقة كما سنشير الى ذلك في مواضعه ، وبالاجمال فقد انكر صحة زواج عمر بام كلثوم اعلام الطائفة كالشيخ المفيد وجماعة من متقدمي الاصحاب فقد قال الشيخ المفيد في جواب المسألة العاشرة من المسائل السروية ما نصه :
ان الخبر الوارد بتزويج امير المؤمنين عليهالسلام من عمر غير ثابت وهو من طريق الزبير بكّار وطريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل وكان متّهما فيما يذكره ، وكان يبغض امير المؤمنين عليهالسلام وغير مأمون فيما يدعيه عنه على بني هاشم ... والحديث في نفسه مختلف ، فتارة يروى ان امير المؤمنين عليهالسلام تولى العقد له على ابنته ، وتارة يروى عن العباس انه تولى العقد له عنه ، وتارة يروى لم يقع العقد الا بعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروى انه كان عن اختيار وايثار ، ثم ان بعض الرواة يذكر ان عمر اولدها ولدا اسماه زيدا ، وبعضهم يقول : انه قتل قبل دخوله بها ، وبعضهم يقول ان لزيد بن عمر عقبا ، ومنهم من يقول : ان أمه بقيت بعده ، ومنهم من يقول ان عمر امهر أمّ كلثوم اربعين الف درهم ، ومنهم من يقول : امهرها اربعه آلاف درهم ، ومنهم من يقول : كان مهرها خمسمائة درهم.
وبدء هذا القول وكثرة الاختلاف فيه يبطل الحديث ولا يكون له تأثير على حال.
( المسائل السروية ص ٦١ )