قال : قلت : كلا.
قال : فلما خرجت انا وصاحبي ، قال لي : ولم تعتذر من خطبة خديجة؟ ، فو الله ما من قرشيّة الا تراك كفوا.
قال : فرجعت انا وصاحبي إليها مرّة اخرى ، قال : فدخلت تلك المستنبئة (١) فقالت : أمحمّد هو ، والذي يحلف به ان جاء لخاطبا.
قال : قلت ـ على حياء ـ أجل.
قال : فلم تقصّر خديجة ولا اختها ، فانطلقتا الى ابيهما خويلد بن أسد بن عبد العزى (٢) وهو ثمل من الشراب فقالتا : هذا ابن اخيك محمد بن عبد المطلب (٣) يخطب خديجة ، وقد رضيت خديجة.
فدعاه ، فسأله عن ذلك فخطب إليه ، فأنكحه.
__________________
(١) كذا صححت الكلمة في هامش النسخة ، وفيها : المستنسبة ، وقد ورد في الهامش ما يلي : قال : واصلحه المؤتمن في كتابه : المستنبئة بخطه ، قال : هي الكاهنة.
(٢) قال الواقدي في ذلك : هذا غلط ، والصحيح ان عمّها زوّجها ، وان اباها مات قبل الفجار. كذا نقله المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١٩ ، واليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٥ ، والاربلي في كشف الغمّة ج ١ ص ٥١٢ ، والطبري في تاريخه ج ٢ ص ١٩٧.
ونقل المجلسي رواية اخرى عن ابن عباس وفيها : ان عم خديجة عمرو بن أسد زوّجها رسول الله (ص) وان اباها مات قبل الفجار.
وقال : وهذا قد صححه الواقدي أيضا « البحار ج ١٦ ص ١٢ » ، ونقل ابن الأثير في الكامل ج ٢ ص ٤٠ ذلك أيضا.
اقول : واما يوم الفجار ـ أو حرب الفجار ـ فهو على ما نقل في السيرة ج ١ ص ١٢٠ عن ابن اسحاق : فقد هاجت حرب الفجار ورسول الله (ص) ابن عشرين سنة وانما سمي « يوم الفجار » بما استحل هذان الحيّان « كنانة » و « قيس عيلان » فيه من المحارم بينهم.
(٣) كذا ما ورد في النسخة والصحيح محمد بن عبد الله عبد المطلب ولعله نسب الى الجد حسب ما كان شائعا في نسبة الاولاد الى اجدادهم ، او لان اباه (ع) توفى وهو صغير فكفله جدّه عبد المطلب.