قال : فخلّقت (١) خديجة أباها وحلّت عليه حلّة (٢) ، ودخل رسول الله بها ، فلما صحى الشيخ من سكره قال : ما هذا الخلوق وهذه الحلّة؟!.
قالت له ابنته ـ اخت خديجة ـ : هذه حلّة كساكها ابن اخيك محمد بن عبد المطلب ، وقد انكحته خديجة ، وقد دخل بها وبنى بها.
فأنكر ذلك الشيخ ، ثم صار الى ان سلّم واستحيا. فانبعث راجزا من رجّاز قريش يقول :
لا تزهدي خديج في محمد |
|
جلد يضئ مثل ضوء الفرقد (٣) |
فلبث رسول الله صلىاللهعليهوآلهمع خديجة حتى ولدت منه أولاده.
[١٠ ] ـ وحدثني ابو اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، حدثني عبيد الله بن ابي زياد ، عن الزهري قال : أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة بنت خويلد ، بن أسد ، بن عبد العزّى ، بن قصي (٤).
تزوّجها في الجاهلية ، انكحها ايّاه خويلد بن أسد بن عبد العزّى.
[١١ ] ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث بن سعد حدثه قال : حدثني عقيل (٥) بن خالد ، عن ابن شهاب قال : ان خديجة بنت خويلد أول محصنة تزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في
__________________
(١) خلّقته ، اي : طلته بالخلوق ، وهو ضرب من الطيب كانت العرب تتطيّب به في محافلها.
(٢) وهذا على ما كانت عليه السيرة من تطييب الولي بالخلوق وإلباسه الحلّة دليلا على رضاه بالعقد ـ وقد اشير الى هذا في الحديث الثاني عشر الآتي.
(٣) كذا اورد الشطر الثاني في هامش النسخة وفيه ما نصه : قال شيخنا المؤتمن ـ في الحاشية ـ : « يضيء مثل ضوء الفرقد » ، وليس في الرواية.
هذا وقد ورد الشطر الثاني في المتن كما يلي : جلد يضيء كإضاءة الفرقد.
(٤) مضى مثله برقم (١) وسيأتي معناه بالرقم الآتي والرقم ٣٩.
(٥) كذا ورد ضبط الكلمة في نسخة الاصل.