وأحكام الهيّة.
ثم لمّا ثبت أيضاً أنّ جميع النّاس غير مؤهّلين لتلقّي الوحي من الله ـ تعالى ، ولا من ملائكة الموكّلين بالوحي وإنزاله ، وليسوا مؤهّلين جميعاً لتلقّي الأحكام الإلهيّة بواسطة الإلهام والإلقاء في القلوب ، لكثرة ما تحيط بهم من الحجب المادّيّة ، وما تلوّث نفوسهم من المعاصي والذنوب ، وكثرة ما تشين قلوبهم من الشّهوات والغرائز الحيوانيّة ، ويعكّر صفوة عقولهم من الوساوس الشّيطانية والنّفسانية ، لهذا الأسباب وتلك لم يبق إلا أن يصطفي الله ـ تعالى ـ صفوة عباده وخيرة خلقه ليكونوا وسطاء بينه وبين خلقه وعباده ، وتكون قلوبهم أوعية لوحيه ومصادر لتشريعه.
س) : ما هي الفائدة من بعثة الأنبياء ؟
ج)
: الثمرة والفائدة من بعثة الأنبياء
بالإضافة الى ما تقدّم من كونهم وسطاء بين الناس وبين الوحي ومكلّفين بتبليغ الشّريعة وتعليم الشّعوب وهدايتهم وقيادتهم إلى سُبُل الكمال ، فإنّهم يباشرون مهمّة التذكير الدّائم بأحكام الله ـ تعالى ـ ونظام الفطرة ، والإرشاد المتواصل بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ( وَذَكِّرْ