ضرورة أن يعدّ الله ـ تعالى ـ له قوانين ويرسم له الشرائع وأحكاماً تضمن له تلك السَّعادة ، وتميّزه عن الحيوان والملائك ، ولئلاّ يكون خلقه عبثاً ولغواً ـ تبارك الله عما يصفون ـ ولهذا جاء في الخبر « عن عبد الله بن سنان ، قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصَّادق عليهالسلام ، فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليهالسلام : إنّ الله عزّ وجلّ ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركّب في البهائم شهوةً بلا عقل ، وركّب في بني آدم كليهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلب شهوته عقله فهو شرٌّ من البهائم » (١).
ولمّا ثبت أنّ الإنسان عاجز عن التوصُّل إلى وضع قوانين تكفل جميع حوائجه الماديّة والمعنويّة ، وتتكفّل بسعادته في الدُّنيا والآخره ـ والقوانين الوضعيّة التي صاغتها أيدي البشر ونتجت عن أفكارهم العاجزة عن التكفّل بجانب واحدٍ من حياته الماديّة الدنيوية ، وقد ثبت فشلها بالضرورة والوجدان لهي أدلّ دليل على ضرورةٍ التشريع الإلهي والتّسنين السّماوي ـ لهذا وذلك كان من الضّروري جدّاً حاجة الإنسان إلى تشريع سماوي
__________________
(١) علل الشرائع ج ١ / ٤ ح ١ ، وسائل الشيعة ج ١٥ / ٢٠٩ ، بحار الأنوار ج ٥٧ / ٩٩ح ٥.