الْعَالَمِينَ ) (١) ، وبما أنّ الوحي أمر خاصّ ذو حقيقة خاصّة فلا يتسنّى لعامّة الناس إدراك حقيقته لأنّهم لم يتلقّوه بالوجدان ولم يباشره وبأنفسهم ، نعم ، بوسعهم أن يعرفوه بواسطة آثاره والعلائم الدّالّة عليه ، ومن ثمّ يصدّقوه ، ويبادرون إلى تصديق النبيّ الموحىٰ إليه ، فإذا ثبت ذلك وتمّ التّصديق والإيمان بنبوّته وجب عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا في كلّ شيء ، ولا عذر حينئذٍ لمن يخالف له أمراً أو نهيّاً ، إلا إذا استثناه من ذلك التكليف ، وأسقط عنه الإلتزام به.
س) : ما الحاجة إلى بعثة الأنبياء ؟
ج) : بعد ما ثبت وجود الله ـ تعالى ـ بالضّرورة والبداهة ، وثبت أنّه تعالى ـ حكيم عليم منزّه عن اللّغو والعبث فيما يفعل ويخلق ويصنع ، وبعد ما ثبت أنّه ـ تعالى ـ خلق الإنسان عاقلاً يطلب الكمال بعقله وفطرته ، ويسعى الى السَّعادة الأبديّة بفطرته ، وثبت أن له غرائز وشهوات وأهواء ورغبات تحول دون معرفة كثير من الأسرار والحقائق إضافة إلى أنّه قاصر عن معرفة كلّ شيء بعقله وحواسّه المجرّدة ، بعد ما ثبت ذلك كله يتبيّن جليّاً
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣٣.