تقدّموا عليه ؟! هل خفي عليهم برازه لعمرو بن عبد ودّ العامري في الخندق وهو يستخفّ ويستهزىء بالمسلمين ويدعوهم إلى البراز ، وقد أخذ الخوف منهم كلّ مأخذ وصاروا كأنّ على رؤوسهم الطّير ؟! وهو في العشرين من عمره فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليًّ عليهالسلام : اخرج إليه ثم قال عنه : « برز الإيمان كلّه إلى الشّركِ كلّه » (١) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن قتل عليٌّ عمرواً : « لضربة عليٍّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين » ؟!
وأين كانوا حين انهزم جيش المسلمين في اُحد بمكرٍ وحيلة من خالد بن الوليد قائد جيش المشركين ، ولم يصمد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سوى عليٌّ عليهالسلام والزُّبير ، وقيل : نفرٌ قليل من المسلمين ، فهجم المشركون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهمّوا بقتله وعليٌّ في جنبه وجواره لم يفارقه طرفة عين ، يذّب عنه بنفسه وروحه وجسده حتى لقد انكسرتْ رباعيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشُجَّ جبينه المبارك ، وكان الأول والثاني في مقدّمة الفارّين من المعركة ؟!
أينَ هم فتح خيبر حيث ذهب الأول بالرّاية فعاد هارباً خائباً ، وذهب الثاني فعاد هارباً إثْرَ صاحبه وأخيه ، ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) مناقب أميرالمؤمنين ( محمد بن سليمان الكوفي ) ج ١ / ٢٢٣ ، كنز الفوائد ص ١٣٧ ، الطرائف ص ٣٥ ، وص ٦٠ ح ٥٧ ، بحار الأنوار ج ٢٠ / ٢١٥ وج ٣٩ / ٣ ، وج ١٠٨ / ٢٨٨.