في الثّلاثة : « لاُعطينَّ الرَّاية غداً لرجلٍ ـ رجلاً ـ يحبُّ اللهَ ورسولَهُ ، ويُحبُّه الله ورسوله » (١) فأعطاها لعليٍّ عليهالسلام الَّذي لم يتوانَ ولم يتأخّر في فتح خبير ، وقتل مرحبهم ذلك البطل الَّذي كانت تتغنّى بشجاعته النساء ، وتتباهى بقوته أبطال اليهود ورجالها ؟!.
وفي هذا اليسير الذي يُعدّ دون القطرة في جنب المحيط كفايةٌ لأهل النّظر والبصيرة ولمن أراد أن يعتبر ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٢) ، وقد ولّى زمن الضّحك على الذُّقون واختلاق الأساطير ، والأكاذيب ، والقصص الخيالية والأفلام الكرتونية الّتي تحكي عن البطولات الوهميّة ، والفضائل الخياليّة ، والمواقف الزّائفة لهذا وذاك ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٣) ؟!
ولله درُّ الشاعر حيث قال :
ويُقَدَّمُ الاُمويُّ وهو مؤخَّرُ |
|
ويُؤَخَّر العَلَويُّ وهو مقدَّمُ |
__________________
(١) الدعوات ( قطب الدين الراوندي ) ص ٦٣ ، فضائل الصحابة ص ١٦ ، مسند أحمد ج ١ / ٩٩ وص ١٨٥ وج ٤ / ٥٢ ، صحيح البخاري ج ٥ / ٧٦ ، صحيح مسلم ج ٥ / ١٩٥ وج ٧ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٥ ح ١٢١ ، سنن الترمذي ج ٥ / ٣٠٢ ذ ح ٣٨٠٨.
(٢) سورة ق : ٣٧.
(٣) سورة يونس : ٣٥.