والتمهيد لظهور خاتم الأوصياء ، الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وتوجيه الأنظار إليه وإلى حكمه وعدله وتطهيره للأرض من دنس الشّرك والنّفاق والظلم والطُّغيان والاستبداد.
لما بيِّنت النّقاط الأربع السّابقة تتبيّن أهمّية البحث والتحقيق في حياة هذا الإمام الّذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بإذن الله ـ تعالى ـ ، بعد ما مُلئتْ ظلماً وجوراً ، ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (١) ، ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (٢).
وهذا هو الوعد الإلهيُّ الّذي قطعه في التّوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (٣) ، ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (٤) ، ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
__________________
(١) سورة النساء : ١٦٥.
(٢) سورة التوبة : ٣٣ ، سورة الصفّ : ٩.
(٣) سورة الأنبياء : ١٠٥.
(٤) سورة القصص : ٥.