وجيرانه وأهله وعياله ، وكيف كان فهو مصداق قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « خير النّاس أنفعهم للناس » (١) ، وقوله تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٢) ، لأنّه يرى الله ـ تعالى ـ معه ورقيباً عليه في كلّ آن ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (٣) و ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٤).
س) : تبيّن من الدّرسين السابقين أن العقل والفطرة وسيرة العقلاء تأمرنا بالرّجوع الى أهل الخبرة والدّراية في كلّ فنّ من الفنون أو علم من المعلوم ، وأنّ الإنسان لمّا كان محتملاً لتوجّه تكاليف ووظائف إليه من الله ـ تبارك وتعالى ـ أو كان عالماً ولو إجمالاً بتوجّه تلك التكاليف إليه ، وجب عليه أن يطلب العلم ويسعى إلى معرفة ذلك ليطّلع على تكاليفه ويحصل على وظائفه الشرعيّه من الأوامر والنواهي يعمل طبقاً لمعرفته ، فيأتي بما أمره الله ـ تعالى ـ به ، ويترك ما نهى الله ـ تعالى عنه ، وهذا لا يتحقّق إلا بأن يكون إمّا مجتهداً أو مقلّداً أو محتاطاً ـ كما صرّحت به جميع
__________________
(١) الجامع الصغير ( السيوطي ) ج ١ : ٦٢٣ ح ٤٠٤٤ ، كنز العمال ج ١٥ : ٧٧٧ ح ٤٣٠٦٥ ، ميزان الاعتدال ج ٣ : ٢٤٨ رقم ٦٣٣٧.
(٢) سورة يونس : ٦٢.
(٣) سورة الحديد : ٤.
(٤) سورة الزلزلة : ٧ و ٨.