أنّ صحّة العمل وإخلاص العامل شرطان لقبول العمل ، أليس الإنسان إذا احتمل وجود تيّار كهربائي في ما الحوض ـ مثلاً ـ وأنّ إدخال يده في الماء قد يودي بحياته ، ويؤدّي الى هلاكه ومماته ، أليس هذا الاحتمال مهما كان ضعيفاً يكفي لكي يتجنّب الانسان ويمتنع من إدخال يده في ماء الحوض ؟! لأنّ المحتمَل وهو الهلاك والموت أمر عظيم عنده ؟
إلا إذا كان مختلاً عقلاً أو مجازفاً بحياته ، هذا في العذاب المنقطع وهو الموت ، فكيف به هو يحتمل عذاباً أبديّاً لا ينقطع ، ألا يجب أن يبحث ويحقّق عمّا يؤمّنه ويضمن له الأمان من ذلك العذاب والشَّقاء ؟
وهكذا العكس : لو احتمل أحدنا أنّ عملاً
معيّناً مهما كان هذا العمل شاقّاً وخطيراً قد يؤدّي إلى حصوله على ثروة عظيمة وكنز كبير ، كالغوص تحت الماء رغم مشقّته ومخاطره الاحتماليّة ، ورغم أن احتمال حصوله على اللؤلؤ والثروة ضعيف ، فإنّه بمجرّد هذا الاحتمال يتحمّل المشاق ويغوص بحثاً عن اللؤلؤ أو الكنز المحتمَل ، وذلك أن أهمّيّة المحتمَل عنده ـ وهو العثور على اللؤلؤ أو الكنز تحت الماء ـ تجعله لا يعتني بما قد يصيبه من أذىً ومشاقٍّ في سبيل العثور على مبتغاه ، ويحتمل ذلك في سبيل