الغنى والثروة ، فما حاله إذا كان يحتمل ثروة عظيمة وغنىً دائماً ، ونعيماً ورخاءً وسعادة أبديّة ، ألا يجدر به أن يبذل أقصى ما في وسعة للعثور على طريق يهتدي إليها ، ثم يبذل قصارىٰ جهده لنيلها بالعمل الصالح النافع الذي يوصله إليها والّذي يمكّنه من الفوز بها ؟!
س) : قرأنا فيما مضى عن طرق المعرفة وأهمّيتهاوالحاجة إليها ، فهل هناك شروط للحصول على هذه المعرفة ؟
ج) : لا شك أنّ المعرفة علم و « العلم نورٌ يقذفه الله في قلب يشاء » (١) ، وإذا كان هذا العلم يتعلّق بمعرفة الله ـ تعالى ـ واُصول العقائد وأحكام الشريعة ، فهو غاية الكمال وأعلى مراتب المعرفة ، وتسمّى هذه المعرفة « حكمةً » ، و « الحكمة ضالّة المؤمن » (٢) يبحث عنها أينما كان وهي الكنز الذي لا يعثر عليه كلّ أحد ، ولا تُمنح لكلّ النّاس ، بل تعطى للمجاهدين بالجهاد الأكبر وهو جهاد النّفس ، والّذين روّضوا أنفسهم على طاعة الله ـ تعالى ـ وخالفوا أهواءهم لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
__________________
(١) مصباح الشريعة ص ١٦ ، الدر المنثور ( السيوطي ) ج ٥/٢٥٠.
(٢) نهج البلاغة : ٤٨١ حكمة ٨٠ ، الكافي ج ٨ / ١٦٧ ح ١٨٦ ، بحار الأنوار ج ٢ / ٩٩ ح ٥٧ وص ١٠٥ ح ٦٦.