العديد للمجاز اللغوي المرسل ، وادعى ورودها في كتاب الله(١).
وقد تفنن ابن قيم الجوزية ( ت : ٧٥١ هـ ) فاعتبر خروج الخبر الى الإنشاء ، والإنشاء الى الخبر ، والتقديم والتأخير من المجاز ، وهي مباحث علم المعاني(٢).
وقد عدّ التفتازاني ( ت : ٧٩١ هـ ) استعمال أدوات الاستفهام في غير الاستفهام من المجاز(٣).
وقد ذهب بهاء الدين السبكي ( ت : ٧٧٣ هـ ) الى تداخل علم البيان وعلم المعاني في هذا الباب وعد بعض أنواع البديع كالمشاكلة والتورية والاستخدام من المجاز(٤).
وقد عدّ السيوطي ( ت : ٩١١ هـ ) خروج الخبر الى الإنشاء ، والإنشاء الى الخبر من المجاز ، وأشار الى أن بعضهم يرى التقديم والتأخير والالتفات والتغليب من المجاز(٥).
هذه بعض معالم التوسع في علاقة المجاز اللغوي المرسل عند جملة من البلاغيين التقليديين ، وهذا التوسع لم يعدم أن يجد له نصيرا عند طائفة من المحدثين ، يقول الدكتور أحمد مطلوب :
« ونحن حينما نعيد تصنيف المجاز ينبغي أن ندخل فيه هذه المسائل ، لأنها شديدة الصلة به ، بل لأنها ألوان بديعة من فنونه ، ونرى أن تدخل في المجاز المرسل ، لأنه واسع الخطو فسيح المدى ، وله علاقات كثيرة يمكن التوسع فيها »(٦).
ونحن نخالفه في هذا الرأي بنفس المنظار لديه ، ولكن من وجهة نظر متقابلة ، فنحن حينما نعيد تصنيف المجاز ينبغي أن نستبعد من هذه
__________________
(١) ظ : الزركشي ، البرهان ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٩٩.
(٢) ابن قيم الجوزية ، الفوائد : ٨٢.
(٣) التفتازاني ، المطول : ٢٣٥.
(٤) السبكي ، عروس الأفراح ١ : ٤٩٣.
(٥) السيوطي ، الأتقان في علوم القرآن : ٢/٣٦.
(٦) أحمد مطلوب ، فنون بلاغية : ١٢٠.